الاخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدأ اليوم في كل دار وبيت أخوان لنا وأخوات يقرؤون آناء الليل وأطراف النهار استعداداً للامتحان، وبعد يومين تقريباً نلتحق بهم لنبدأ ذات المشوار الذي اعتدناه منذ كنا صغاراً ...لتجد طلاب الجامعة منهمكون في القراءة والمطالعة والاستذكار، ولتجد في كل مسجد منعزل، وفي كل طريق خال، وفي كل حديقة وبستان ...واحداً منهم يحاول جهده استثمار بقية من الوقت ليفوز بالنجاح.
ولكن تبقى مشكلة الغالبية أنهم لا يعرفون كيف يقرؤون ولا كيف يذاكرون ...
لن ألقي عليكم دروساً من علم النفس، ولا محاضرات في طرق الاستذكار، ولكني أحب أن أدلكم على الطريق الذي كنت اسلكه إلى النجاح لما كنت في ذات المقام يوماً من الأيام.
أولاً: ينبغي أن يعرف كل طالب أن الناس على ضربين: بصريين وسمعيين... أي أن منهم من يسمع الدرس من فم الأستاذ فلا يفهمه حق الفهم حتى يفتح الكتاب ويقرؤه بعينه، وهؤلاء هم البصريون وهم الأكثر وأنا واحد منهم. والصنف الآخر من يفهم بأذنه أكثر مما يفهم بعينه وهؤلاء هم السمعيون ... لذا يجب على من كان بصرياً ان يقرأ لوحده، ومن كان سمعياً أن يقرأ مع رفاقه ... وخير للطالب ولو كان بصرياً ان يقرا بصوت مرتفع ليرى ويسمع في وقت واحد.
ثانياً: على الطالب أن يرتب جدوله بحيث يقرأ مادة علمية، ثم ينتقل إلى مادة إسلامية أو علمية أخرى بترتيب متزن، ليكون ذلك راحة لذهنه وكسباً لوقته .. ولا ينبغي أن يقرأ المادة مرة، ثم يعود فيقرأها أخرى من دون تمحيص لان ذلك كالصورة تأخذها بآلة التصوير ثم تعود فتأخذها مرة أخرى من غير أن تدير الفيلم، فتتداخل الصورتان لتفقد الثانية الأولى.
ثالثاً: عليلك الا تستمر في القراءة أكثر مما يطيق ذهنك، وإذا أحسست بالتعب فدع القراءة، لان الإرادة لا تكفي وحدها في الانتباه، إذا كان العقل الباطن منشغلاً، فمن ُيذاكر على ملل وتعب لن يعِ شيئاً مما يقرأ، ولن يستقر في ذهنه جديد ... بل ربما شوه صورة المطالعات الأولى.
رابعاً: عليك ان تنظر في الكتاب أول مرة نظرة تصفح واستطلاع، ثم أقرأه فصلاً فصلاً ولا تُذاكر إلا و القلم في يدك ... لتكتب على هامش الكتاب أو في ورقة خارجية العناوين والخلاصات المهمة ... ومن المستحسن أن تخط خطاً على الجمل الجامعة والتعريفات والقوانين، ثم انقلها الى ورقة التلخيص الخارجية.
خامساً: أجعل لك ساعة كل يوم لتستذكر فيها ولتلخص في ذهنك مباحث تلك المادة ... بحث تتصور انك في الامتحان، وانك قد سُئلت هذا السؤال أو ذاك ، لتستعين بتلك الخلاصات التي اعددتها للإجابة فان وفقت كان خيراً، والا ارجع الى الكتاب الذي بين يديك واسترجع المعلومة مرة اخرى ... وصدقني أنها لن تضيع منك بعد ذلك.
سادساً: عليك بالنوم الكامل المتوازن .... ,واترك عنك تلك العبارات التي تقول " من طلب العلا سهر الليالي" ... فان مطالعة ساعة ونصف بعد نوم كافٍ، وغذاء وافٍ، خير من مطالعة خمس ساعات بلا نوم ولا غذاء .
سابعاً: أجعل لك خلال المطالعة فواصل للراحة القصيرة ... لتسترخي فيها، وتغمض عينيك ولا تفكر في شئ ... وان أنت نمت فيها كان ذلك حسناً ... ولكن لا تجعل من النوم مبدأ هروب من واجباتك.
وأخيراً: حاول قدر الامكان ان تبتعد عن المذاكرة الست الساعات الأخيرة ما قبل الامتحان ... وكن مستريح البال.
هذه بعض من تجاربي الشخصية، كتبها ذات يوم المفكر القدير والأديب الكبير والشيخ الجليل علي الطنطاوي علية رحمة الله ... ونقلتها إلى أوراقي الخاصة ومازلت متحفظاً بتلك الواصايا الثمنية التي أحببت ان تشاركوني فيها ... علماً بأنكم اكثر فهماً ووعياً وقدرة على النجاح.
من القلب ... ارجوا لكم جميعا اختبارات موفقة.
تحياتي لكم امــ الروح ــير بالتوفيق انشالله للجميع
الثلاثاء يونيو 09, 2009 7:32 pm
